(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ
الْفَلَقِ) قال ابن عباس : هو سجن في جهنم ، وحدّثنا يعقوب عن هشيم
قال : أخبرنا العوام عن عبد الجبار الجولاني قال : قدم رجل من أصحاب النبي عليهالسلام الشام فنظر الى دور أهل الذمة وما فيها من العيش
والنضارة ، وما وسع عليهم في دنياهم فقال : لا أبالي ، أليس من ورائهم الفلق؟ قال
: قيل : وما الفلق؟ قال : بيت إذا انفتح صاح جميع أهل النار من شدّة حرّه [١].
وقال أبو عبد
الرحمن الحبلي : الفلق هي جهنم ، وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد ابن جبير
ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد : الفلق : الصبح ، وإليه ذهب ابن عباس ، ودليل هذا
التأويل قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ).
الضحّاك والوالبي
عن ابن عباس : معنى (الْفَلَقِ) : الخلق. وهب : هو باب في جهنم [٢].
الكلبي : هو
واد في جهنم ، وقال عبد الله بن عمرو : شجرة في النار ، وقيل : الفلق الجبال
والصخور تنفلق بالمياه أي تتشقق [٣] ، وقيل ، هو الرحم تنفلق عن الحيوان ، وقيل : الحبّ
والنوى تنفلق عن التراب ، دليله قوله سبحانه وتعالى : (فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) والأصل فيه الشق.
وقال محمد بن
علي الترمذي في هذه : كشف الله تعالى على قلوب خواص عباده فقذف النور فيها ،
فانفلق الحجاب وانكشف الغطاء.
(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ
وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ).
أخبرني ابن
فنجويه قال : حدّثنا أبو برزة أو أحد بني شريك البزار قال : حدّثنا آدم بن أبي
أياس قال : حدّثنا ابن أبي ذئب عن الحرث بن عبد الرحمن عن عائشة قالت : أخذ رسول
الله عليهالسلام بيدي فأشار الى القمر فقال : «يا عائشة استعيذي بالله
من شرّ هذا ؛ فإنّ هذا الغاسق (إِذا وَقَبَ)» [٣٢٤] [٤].